استفتاءات وهمية لخداع المسلمين!!
د .محمد المسير: تقوم بها جهات مشبوهة وتخضع لسياسات صهيونية
د.عاصم الدسوقي: الغرب يسعي لتسويق الدعاة الجدد لأنهم يتوافقون مع مصالحه
المستشار توفيق على وهبة:مطلوب من المؤسسات الدينية ابراز علماء الامة المخلصين
عمرو أبوالفضل
الغرب حيله لا تنتهي وجعبته مليئة بأساليب الدهاء والمكر التي يستخدمها بدأب مع أمتنا لتحقيق أهدافه وضمان استمرار مصالحه علي حساب حاضرنا ومستقبلنا.ومؤخرا غرقنا في سيل من التقارير التي ترصد واقعنا وتروج لأفكار تتناول أدق تفاصيل حياتنا.. الآن يلجأ إلي استخدام أسلوب التسويق لفرض بعض الشخصيات علي الأمة وإبرازها وتقديمها علي أنها من قادة الفكر والدعوة والثقافة وأصحاب خطاب إسلامي شعبي يحظي بالقبول والتأثير.. والتوقع أنها محاولة مشبوهة ومفضوحة ولا تنطلي علي أمتنا والسطور التالية تتناول أبعاد القضية
عمرو أبوالفضل
الغرب حيله لا تنتهي وجعبته مليئة بأساليب الدهاء والمكر التي يستخدمها بدأب مع أمتنا لتحقيق أهدافه وضمان استمرار مصالحه علي حساب حاضرنا ومستقبلنا.ومؤخرا غرقنا في سيل من التقارير التي ترصد واقعنا وتروج لأفكار تتناول أدق تفاصيل حياتنا.. الآن يلجأ إلي استخدام أسلوب التسويق لفرض بعض الشخصيات علي الأمة وإبرازها وتقديمها علي أنها من قادة الفكر والدعوة والثقافة وأصحاب خطاب إسلامي شعبي يحظي بالقبول والتأثير.. والتوقع أنها محاولة مشبوهة ومفضوحة ولا تنطلي علي أمتنا والسطور التالية تتناول أبعاد القضية
.الدكتور محمد سيد أحمد المسير- الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر - أكد أن الاستفتاءات التي تقوم بها جهات أجنبية وترصد واقع الأمة الإسلامية تخضع لسياسات صهيونية عليا وتخدم مصالح دوائر غربية مشبوهة لا يعنيها النهوض بالواقع الإسلامي وتكريم علماء الأمة المخلصين وإنما هي محاولة لإظهار بعض الشخصيات التي يريدونها في ثوب الشعبية الإسلامية.قال: نحن نجل بعض الأسماء التي تظهر في بعض هذه الاستفتاءات مثل الدكتور القرضاوي لأنه عالم كبير أثري الدعوة الإسلامية واسهاماته لا تخفي علي أحد ولكن هذا الاختيار قصد به تسويق الأسماء الأخري ومن باب ذر الرماد في العيون ومن هنا فهي ليست استفتاءات حقيقية ولا تستوعب كل علماء الأمة الإسلامية ولا يمكن الوثوق في نتائجها لأنها لم تبين لنا كيف استخلصت نتائجها.وحذر الدكتور المسير من الانسياق وراء هذه الاستفتاءات والجهات التي تقوم بها وقال: الأمة الإسلامية تدرك بالفطرة وبالحس العلماء المجردين المخلصين الذين لهم ثقل فكري ودعوي وتربوي في الأمة ولسنا في حاجة لترويج علماء الأمة وعلينا الحذر من أهداف الغرب ومحاولاته لحصار الأمة وعلمائها المخلصين.الأجندة الغربية
الدكتور عاصم الدسوقي -أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان - قال: إن الاستفتاءات التي تجريها كثير من معاهد الرأي لا يمكن أن يؤخذ بها لأنها تفتقد شرطا علميا أساسيا وهو أن نتائجها مرتبطة بالعينة التي تم أخذ رأيها خاصة أن هذه العينة تكون صغيرة أو ممثلة وبالتالي فهي تعبر عن رأي هذه العينة فقط ويمكن أن نقول عليها أنها اتجاهات ولكن إجراء استفتاء عالمي يحتاج لملايين من الاستمارات والاستبيانات التي توزع علي مستوي العالم وتشارك فيه مراكز بحثية معروفة من دول العالم المختلفة.وأوضح: العلوم الاجتماعية النتائج فيها تكون ذاتية الدلالة ونسبية وعندما يقولون إن هذا الاستفتاء لأكثر الشخصيات تأثيرا علي مستوي العالم فإن الأجدر أن يشرحوا لنا أبعاد هذا التأثير وفي أي مجال الفكر أم الثقافة أم القبول العام علي المستوي الشعبي لأن الملاحظ أن الأسماء التي خرج بها هذا الاستفتاء ترصد أسماء من يمكن وصفهم بأصحاب التأثير "الشعبوي" فهم لا يملكون أدوات التأصيل العلمي الأكاديمي التي يعتد بها وليس لهم إنتاج فكري يمكن التحقق منه أو مشاريع ثقافية متكاملة تسعي لإحداث نهضة فكرية وثقافية ولكن الأسماء التي تتردد في أكثر من استفتاء تنتمي لمن عرفوا باسم الدعاة الجدد وبالطبع هؤلاء يتميزون بتبني خطاب إسلامي يميل إلي مسألة قبول الآخر والحوار بين الأديان وفق شروط الغرب المسيحي وليس بالشروط والضوابط التي يطالب بها العالم الإسلامي فهؤلاء الدعاة يسيرون علي الأجندة الغربية ويلتقون مع رؤيتها.وأضاف الدكتور عاصم هناك محاولة غربية لتلميع عدد من الشخصيات الإسلامية وتقديمها للعالم باعتبارها أكثر الشخصيات اعتدالا وتأثيرا وهذه استراتيجية غربية تسعي لتأمين مصالحه وضبط اتجاهات الفكر والثقافة و الحراك الاجتماعي في العالم الإسلامي من خلال الدور الذي يمكن أن تقوم به هذه الشخصيات في استقطاب الحالة الفكرية واتجاهات الرأي والجماعات الفاعلة داخل المجتمعات الإسلامية والتأثير عليها وجرها بعيدا عن القضايا الحقيقية للأمة التي مازال الخطاب الديني الرسمي يتمسك بثوابتها ويحافظ علي أصولها وهذا في الواقع غير مطلوب ولا يتمشي مع الأهداف الغربية ولذا يصبح وجود هذه الشخصيات مطلبا حيويا يسعي الغرب لتسويقه وإعداده ليكون البديل الذي يمكن الاستفادة منه في المستقبل.مغالطات مفضوحة
المستشار توفيق وهبة مدير المركز العربي لدراسات وبحوث التراث يتفق مع الرأي السابق ويضيف: هناك معايير يجب أن تتحقق في الشخصيات التي تترشح للحصول علي الجوائز العالمية أو التي تنتقي لتكون ضمن الاستفتاءات العالمية خاصة في مجال الفكر والثقافة والأدب وأهم هذه المعايير الإنتاج العلمي والفكري والاسهامات وأصالتها وجديتها والتأثير وحجمه واتجاهه ومدي استفادة المجتمع من هذا الإنتاج وعندما تتحقق هذه المعايير في شخص ما فيمكن الوثوق في جدية الاختيار والترشيحات التي تجريها الجهات المسئولة عن منح الجوائز أو الألقاب والاستفتاءات العالمية ولكن أن تغيب المعايير وتنتفي الشفافية في الاختيار وتقدم أسماء وشخصيات ليس لها اسهام حقيقي وملموس فهذا يدفعنا للتساؤل عن الأهداف الحقيقية التي تقف خلف إبراز هذه الأسماء!!وكثيرا ما استخدم الغرب هذا الأسلوب مع الأمم والشعوب التي يستهدفها وفي حالتنا الغرب يريد فرض أسماء معينة علي الأمة ويستبعد كل علماء الأمة علي الرغم من أن عالمنا الإسلامي مليء بالعلماء والمفكرين والباحثين أصحاب الاجتهادات الأصيلة والمتميزة في الهند وإيران وتركيا والسعودية وإندونيسيا وباكستان ومصر.. وانتقاء الدعاة الجدد وإظهارهم بأنهم أصحاب الفكر المتميز والأكثر تأثيرا مغالطة كبري تضاف إلي قائمة الخداع الغربي لأمتنا فما هي أعمالهم التي تؤهلهم لنيل هذه المكانة؟! فمن غير المعقول الأستناد إلي عدد البرامج وساعات البث التي يقدمها هؤلاء الدعاة.. ويجب أن يكون لمؤسسات الأمة دور في تقديم الأسماء التي تستحق بالفعل أن تقدم للعالم باعتبارها من عقول الأمة ومفكريها.
----------------------------
المصدر: جريدة عقيدتى -العدد820بتاريخ 12-8-2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق