الأحد، 12 أكتوبر 2008

الابتداع في الدين ضلالة

بقلم : المستشار توفيق على وهبة

نص الشرع على تحريم الاجتراء على الدين باختراع الأعمال والأقوال وتزيينها للناس، لأن فعله أو القول به لا يؤدي الى الطاعات بل الابتعاد عن رضا الله عز وجل· ويقول المستشار توفيق وهبة ـ مدير المركز العربي للدراسات وبحوث التراث ـ إن الإسلام لا يرفض الاجتهاد واستحداث بعض الابتكارات والاختراعات في مجال الصناعات وغيرها، ولكن الذي يرفضه الإسلام اختراع الأعمال والأقوال وتقديمها للناس حتى يحسبوها ديناً من الله تعالى·وهذا ابتداع في الدين بما لم يكن من عند الله تعالى ولا من هدي رسوله -صلى الله عليه وسلم- وهو محرم يجلب اللعنة لصاحبه وكل من يعمل به· وفي عصرنا كثرت عمليات الابتداع، ويقدمون أقوالهم وأفعالهم ببريق يجذب الناس، ويستميلون قلوبهم بشتى الأساليب والطرق لتحقيق اهداف خبيثة وتقويض الإسلام· ويؤكد أن كل ما يصدر عن البشر وهو مخالف لأمر الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم- يرد عليهم ولا يعد مقبولا، والرسول- عليه الصلاة والسلام- قال: ''من أحدث -أي ابتدع- في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد''، وقوله ـ عليه السلام ـ ''من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد'' أي مردود· ويشدد على أن صاحب البدعة ضال، وبدعته مردودة عليه ولا ثواب له، والله تعالى يصب عليه اللعنة· والرسول -صلى الله عليه وسلم- قال في خطبته: ''أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة'' وحذرنا من التغيير في دين الله وعدّه طريق ضلال ينال صاحبه العقاب من المولى عز وجل·ويشير الى أن هناك أقساما للبدعة علينا الحذر منها جميعا لأنها ليست من الإسلام، مثل أفعال بعض الفرق تقربا الى الله لنيل الدرجات العليا بالمبالغة في العبادة والانقطاع عن الناس وترك الزواج مع الداعي وعدم المانع وترك العمل، وتعليق الشموع والمصابيح على الأضرحة·ويضيف ان من هذه البدع وما يقوم البعض به من رفض النصوص في دين الله تعالى الذي يقول: ''فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول'' النساء الآية ·59 وغيرها من الأمور التي تعد مخالفة لشرع الله وليس لها سند من كتاب أو سنة·ويشدد على أن المسلم مطالب بالحرص على تحصيل العلم والمعرفة الشرعية التي تمكنه من الوقوف على أصول الإسلام وثوابته، والإلمام بقواعده وكلياته التي تمكنه من أداء العبادات والطاعات، ونيل رضا الله سبحانه وتعالى·ويطالب بالابتعاد عن الأمور التي تثير الشك، مع اعتزال أهل الضلالة والبدع ودعاة الفتنة، والحرص على الجماعة ونبذ الاختلاف والفساد والإفساد، والتمسك بحقائق القرآن والسنة والاقتداء بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث قال: ''من اقتدى بي فهو مني ومن رغب عن سنتي فليس مني''·كما يجب الابتعاد عن المغالاة في الدين والتشدد والجدل، مع ضرورة الإخلاص في العبادة والالتزام بالتوجيه الإلهي قال تعالى: ''ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا'' النساء الآية 115.
________
المصدر : جريدة الإتحاد الإماراتية بتاريخ 3 / 9 / 2008

القرآن الكريم محفوظ بحفظ الله تعالي

بقلم المستشار: توفيق علي وهبةرئيس المركز العربي لدراسات وبحوث التراث
تروج بعض الروايات بين المفكرين والعامة من أهل السنة ومن الشيعة عن وجود مصحف لدي الشيعة يسمي مصحف فاطمة. ويفهم البعض من هذه الروايات ان هذا المصحف قرآن نزل به الوحي علي فاطمة عليها السلام بعد انقطاع الوحي وأنه أكثر من ثلاثة أضعاف القرآن الكريم. والروايات التي ذكرت هذا المصحف لم تذكر أنه قرآن وانما فهم البعض ذلك. أو فهم من تلك الروايات علي غير الحقيقة فروج لهذه الفرية التي لم يقصد منها إلا تشكيك المسلمين في قرآنهم وهو مصدر الدين الأول ومن ثم هدم الإسلام نفسه. هناك روايات مختلفة في هذا الشأن نشير إلي اهمها فيما يلي: أولا: ان رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يحدث ابنته فاطمة عليها السلام ببعض الأحاديث وكانت ترويها للامام علي كرم الله وجهه وكان يكتب لها ذلك فسمي بمصحف فاطمة. ثانيا: بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم مكثت فاطمة خمسة وسبعين يوماً حتي لقيت ربها. وكانت حزينة حزناً شديداً علي فراق والدها فكان جبريل ينزل عليها يكلمها ويواسيها. وكان الامام عليا رضي الله عنه يكتب لها ما يحدثها به جبريل عليه السلام. ثالثا: ان فاطمة عليها السلام كانت تدون ملاحظات وتفسيرات علي حواشي المصحف. ولذلك سمي مصحف فاطمة. ولعل هذه الرواية هي الأقرب إلي الصحة. رأي أئمة آل البيت في هذا المصحف: سئل الامام جعفر الصادق عن الجفر ومصحف فاطمة فقال: "هو والله مسك ماعز ومسك ضأن ينطبق أحدهما علي الآخر" "أي ان جلد ماعز وجلد ضأن ينطبقان كالحقيبة لحفظ الأشياء" قال رضي الله عنه: "فيه سلاح رسول الله والكتب ومصحف فاطمة. أما والله ما أزعم أنه قرآن" وفي رواية أخري قال: "إنه جلد ثور مدبوغ كالجراب فيه كتب وعلم ما يحتاج إليه الناس إلي يوم القيامة من حلال وحرام. املاء رسول الله صلي الله عليه وسلم وآله وسلم بخط علي عليه السلام. وفيه مصحف فاطمة ما فيه آية من القرآن وان عندي لخاتم رسول ودرعه وسيفه ولوائه". ومن مجموع هذه الروايات نتبين ان هذا المصحف ليس قرآنا ولا يوجد بين علماء الشيعة الكبار من يري انه قرآن بل هي صحائف كتب فيها بعض الأقوال. فهي ليست قرآنا ولكن الالتباس جاء من تسميته مصحفا وعلي كل حال لا وجود لهذا المصحف الآن وكل ما هو موجود فهي الروايات المشار إليها. أما الكتاب نفسه فمفقود. كلمة المصحف لغة وشرعاً: كلمة مصحف مأخوذة من الصحف والصفحات فكل كتاب له أوراق وصفحات يسمي مصحفا. وعلي هذا الأساس يطلق علي القرآن الكريم "مصحف". قال الفيروز أبادي: المصحف - مثله الميم - من أصحف بالضم. أي جعلت فيه الصحف. ويسمي المصحف مصحفا لأنه من أصحف أي جعل جامعاً للصحف المكتوبة بين الدفتين. وقال أبوهلال العسكري في الفروق اللغوية: الفرق بين الكتاب والمصحف. ان الكتاب يكون ورقة واحدة ويكون جملة أوراق. والمصحف لا يكون إلا جماعة أوراق صفحت. أي جمع بعضها إلي بعض. فالمصحف ليس اسما مختصا في القرآن. ولكن لما أطلق عليه بعد جمعه أول مرة صار الناس يجعلون الكلمة دالة علي القرآن الكريم. روي السيوطي في الاتقان في علوم القرآن قال: لما جمعوا القرآن فكتبوه في الورق قال أبوبكر رضي الله عنه: التمسوا له اسما. فقال بعضهم. السفر. وقال بعضهم: المصحف. فإن الحبشة يسمونه مصحفا. وقال: وكان أبوبكر أول من جمع كتاب الله وسماه المصحف. رأي علماء الشيعة: وقد أكدت كل المراجع الشيعية المعتبرة ان مصحف فاطمة ليس بقرآن مقابل القرآن الكريم الذي نزل علي سيدنا محمد صلي الله عليه وآله وسلم وان الاشتباه عند البعض جاء - كما قلنا - من تسميته مصحفا باعتبار ان هذا الاسم ينصرف الي القرآن الكريم لاختصاصه به. وتروج أقاويل بأن الشيعة لديهم مصحف به 116 سورة بينما المصحف الامام "العثماني" لدي باقي المسلمين به 114 سورة فقط فما حقيقة ذلك؟ هذه كلها ترهات وأباطيل لا أساس لها من الصحة فقد بحثت في المصاحف المطبوعة في إيران سواء في مطابع القرآن الكريم الحكومية أو المطابع الخاصة أو ما يباع في المكتبات. فلم أجد شيئاً من ذلك. وتحاورت مع الكثيرين من العلماء والفقهاء في الحوزات العلمية ومراكز البحوث والجامعات. وكان الاجماع منعقدا علي عدم صحة مثل هذه الأباطيل وان المصحف في إيران مثله مثل مصاحف العالم الإسلامي لا يزيد ولا ينقص فهو المصحف الامام الذي يتداوله المسلمون في العالم أجمع وانه هو كما هو محفوظ في الصدور. وقراء مصر يقرأونه في جميع أنحاء العالم في شهر رمضان من كل عام. وقراءة الشيخ عبدالباسط والشيخ مصطفي إسماعيل التي قرأوها في إيران تذاع دائما من الاذاعة والتليفزيون. فقرآننا واحد وإلهنا واحد ونبينا واحد وأصولنا واحداة وكل ما يقال خلاف ذلك فهو مردود. ولكن كتابات بعض المتعصبين من متأخري الشيعة ذكرت ذلك. ولكن لا يلقي أحد إليها بالا. وقد رد عليهم علماء الشيعة وعلماء السنة وأبطلوا ادعاءاتهم. ولم يؤثر عن أحد من أئمة أهل البيت رضوان الله عليهم ان قال بذلك وان ما ينسب إلي بعض أهل العلم من الشيعة مردود مدسوس.
__________
المصدر : جريدة عقيدتي بتاريخ 7 / 10 / 2008 م

الاثنين، 8 سبتمبر 2008

رسالة شكرمن المستشار توفيق وهبه والاستاذة نادية هاشم

إلي الاخوة القراء
الاخوة الاعزاء الذين اسعدونا بتعليقاتهم القيمة نوجه اليهم جزيل الشكر والثناء علي اهتماماتهم وتفضلهم بالكتابة الينا ونحن نضع مقترحاتهم وآراءهم موضع الاهتمام والرعاية والتقدير.
ولا ننسي احباءنا القراء الذين اولوا الجريدة جل اهتمامهم فنفدت الاعداد المطروحة لدي الباعة فور صدورها . ونعد الجميع باننا سنعمل علي زيادة النسخ اعتبارا من العدد القادم ان شاءالله تعالي
اما الاستاذ الدكتور الذي يتساءل عن توجه المستشار توفيق الي الصحافة فان تاليف الكتب والصحافة صنوان, بل هما جناحا الفكر المستنير
والمستشارتوفيق والاستاذة نادية يشكران لك هذا الاهتمام, ويودان افادتكم بان المستشار لم يبتعد عن التاليف والتحقيق, وقد صدر له عدة كتب بالاشتراك مع صديقه الاستاذ الدكتور احمد السايح مستشار التحرير خلال هذا الشهر وهي مطروحة لدي باعة الصحف وفي
المكتبات الان .وفي المطبعة اكثر من عشرة كتب ستصدر قريبا
وختاما لكم جميعا محبتنا وتقديرنا واعزازنا فمن الله نستمد العون ونسأله التوفيق والسداد .ومن اجلكم نعمل
وندعو الله ان يهدينا سبلنا وييسر لنا امرنا انه سميع مجيب
توفيق وهبه ونادية هاشم

الأربعاء، 13 أغسطس 2008

المستشار توفيق على وهبة - رئيس مجلس ادارة اخبار العالم فى لقاءمع ( عقيدتى)



استفتاءات وهمية لخداع المسلمين!!
د .محمد المسير: تقوم بها جهات مشبوهة وتخضع لسياسات صهيونية
د.عاصم الدسوقي: الغرب يسعي لتسويق الدعاة الجدد لأنهم يتوافقون مع مصالحه
المستشار توفيق على وهبة:مطلوب من المؤسسات الدينية ابراز علماء الامة المخلصين
عمرو أبوالفضل
الغرب حيله لا تنتهي وجعبته مليئة بأساليب الدهاء والمكر التي يستخدمها بدأب مع أمتنا لتحقيق أهدافه وضمان استمرار مصالحه علي حساب حاضرنا ومستقبلنا.ومؤخرا غرقنا في سيل من التقارير التي ترصد واقعنا وتروج لأفكار تتناول أدق تفاصيل حياتنا.. الآن يلجأ إلي استخدام أسلوب التسويق لفرض بعض الشخصيات علي الأمة وإبرازها وتقديمها علي أنها من قادة الفكر والدعوة والثقافة وأصحاب خطاب إسلامي شعبي يحظي بالقبول والتأثير.. والتوقع أنها محاولة مشبوهة ومفضوحة ولا تنطلي علي أمتنا والسطور التالية تتناول أبعاد القضية
.الدكتور محمد سيد أحمد المسير- الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر - أكد أن الاستفتاءات التي تقوم بها جهات أجنبية وترصد واقع الأمة الإسلامية تخضع لسياسات صهيونية عليا وتخدم مصالح دوائر غربية مشبوهة لا يعنيها النهوض بالواقع الإسلامي وتكريم علماء الأمة المخلصين وإنما هي محاولة لإظهار بعض الشخصيات التي يريدونها في ثوب الشعبية الإسلامية.قال: نحن نجل بعض الأسماء التي تظهر في بعض هذه الاستفتاءات مثل الدكتور القرضاوي لأنه عالم كبير أثري الدعوة الإسلامية واسهاماته لا تخفي علي أحد ولكن هذا الاختيار قصد به تسويق الأسماء الأخري ومن باب ذر الرماد في العيون ومن هنا فهي ليست استفتاءات حقيقية ولا تستوعب كل علماء الأمة الإسلامية ولا يمكن الوثوق في نتائجها لأنها لم تبين لنا كيف استخلصت نتائجها.وحذر الدكتور المسير من الانسياق وراء هذه الاستفتاءات والجهات التي تقوم بها وقال: الأمة الإسلامية تدرك بالفطرة وبالحس العلماء المجردين المخلصين الذين لهم ثقل فكري ودعوي وتربوي في الأمة ولسنا في حاجة لترويج علماء الأمة وعلينا الحذر من أهداف الغرب ومحاولاته لحصار الأمة وعلمائها المخلصين.الأجندة الغربية
الدكتور عاصم الدسوقي -أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان - قال: إن الاستفتاءات التي تجريها كثير من معاهد الرأي لا يمكن أن يؤخذ بها لأنها تفتقد شرطا علميا أساسيا وهو أن نتائجها مرتبطة بالعينة التي تم أخذ رأيها خاصة أن هذه العينة تكون صغيرة أو ممثلة وبالتالي فهي تعبر عن رأي هذه العينة فقط ويمكن أن نقول عليها أنها اتجاهات ولكن إجراء استفتاء عالمي يحتاج لملايين من الاستمارات والاستبيانات التي توزع علي مستوي العالم وتشارك فيه مراكز بحثية معروفة من دول العالم المختلفة.وأوضح: العلوم الاجتماعية النتائج فيها تكون ذاتية الدلالة ونسبية وعندما يقولون إن هذا الاستفتاء لأكثر الشخصيات تأثيرا علي مستوي العالم فإن الأجدر أن يشرحوا لنا أبعاد هذا التأثير وفي أي مجال الفكر أم الثقافة أم القبول العام علي المستوي الشعبي لأن الملاحظ أن الأسماء التي خرج بها هذا الاستفتاء ترصد أسماء من يمكن وصفهم بأصحاب التأثير "الشعبوي" فهم لا يملكون أدوات التأصيل العلمي الأكاديمي التي يعتد بها وليس لهم إنتاج فكري يمكن التحقق منه أو مشاريع ثقافية متكاملة تسعي لإحداث نهضة فكرية وثقافية ولكن الأسماء التي تتردد في أكثر من استفتاء تنتمي لمن عرفوا باسم الدعاة الجدد وبالطبع هؤلاء يتميزون بتبني خطاب إسلامي يميل إلي مسألة قبول الآخر والحوار بين الأديان وفق شروط الغرب المسيحي وليس بالشروط والضوابط التي يطالب بها العالم الإسلامي فهؤلاء الدعاة يسيرون علي الأجندة الغربية ويلتقون مع رؤيتها.وأضاف الدكتور عاصم هناك محاولة غربية لتلميع عدد من الشخصيات الإسلامية وتقديمها للعالم باعتبارها أكثر الشخصيات اعتدالا وتأثيرا وهذه استراتيجية غربية تسعي لتأمين مصالحه وضبط اتجاهات الفكر والثقافة و الحراك الاجتماعي في العالم الإسلامي من خلال الدور الذي يمكن أن تقوم به هذه الشخصيات في استقطاب الحالة الفكرية واتجاهات الرأي والجماعات الفاعلة داخل المجتمعات الإسلامية والتأثير عليها وجرها بعيدا عن القضايا الحقيقية للأمة التي مازال الخطاب الديني الرسمي يتمسك بثوابتها ويحافظ علي أصولها وهذا في الواقع غير مطلوب ولا يتمشي مع الأهداف الغربية ولذا يصبح وجود هذه الشخصيات مطلبا حيويا يسعي الغرب لتسويقه وإعداده ليكون البديل الذي يمكن الاستفادة منه في المستقبل.مغالطات مفضوحة
المستشار توفيق وهبة مدير المركز العربي لدراسات وبحوث التراث يتفق مع الرأي السابق ويضيف: هناك معايير يجب أن تتحقق في الشخصيات التي تترشح للحصول علي الجوائز العالمية أو التي تنتقي لتكون ضمن الاستفتاءات العالمية خاصة في مجال الفكر والثقافة والأدب وأهم هذه المعايير الإنتاج العلمي والفكري والاسهامات وأصالتها وجديتها والتأثير وحجمه واتجاهه ومدي استفادة المجتمع من هذا الإنتاج وعندما تتحقق هذه المعايير في شخص ما فيمكن الوثوق في جدية الاختيار والترشيحات التي تجريها الجهات المسئولة عن منح الجوائز أو الألقاب والاستفتاءات العالمية ولكن أن تغيب المعايير وتنتفي الشفافية في الاختيار وتقدم أسماء وشخصيات ليس لها اسهام حقيقي وملموس فهذا يدفعنا للتساؤل عن الأهداف الحقيقية التي تقف خلف إبراز هذه الأسماء!!وكثيرا ما استخدم الغرب هذا الأسلوب مع الأمم والشعوب التي يستهدفها وفي حالتنا الغرب يريد فرض أسماء معينة علي الأمة ويستبعد كل علماء الأمة علي الرغم من أن عالمنا الإسلامي مليء بالعلماء والمفكرين والباحثين أصحاب الاجتهادات الأصيلة والمتميزة في الهند وإيران وتركيا والسعودية وإندونيسيا وباكستان ومصر.. وانتقاء الدعاة الجدد وإظهارهم بأنهم أصحاب الفكر المتميز والأكثر تأثيرا مغالطة كبري تضاف إلي قائمة الخداع الغربي لأمتنا فما هي أعمالهم التي تؤهلهم لنيل هذه المكانة؟! فمن غير المعقول الأستناد إلي عدد البرامج وساعات البث التي يقدمها هؤلاء الدعاة.. ويجب أن يكون لمؤسسات الأمة دور في تقديم الأسماء التي تستحق بالفعل أن تقدم للعالم باعتبارها من عقول الأمة ومفكريها.
----------------------------
المصدر: جريدة عقيدتى -العدد820بتاريخ 12-8-2008

أكذوبة تحريف القرآن

2142008
المستشار توفيق على وهبة فى حواره مع «العرب»

لا خلاف بين الشيعة والسنة فى أصول الإسلام
محمود فر ج
تروّج بعض الروايات بين المفكرين والعامة من أهل السنة ومن الشيعة عن وجود مصحف لدى الشيعة يسمى مصحف فاطمة، ويفهم البعض من هذه الروايات أن هذا المصحف قرآن نزل به الوحى على فاطمة عليها السلام بعد انقطاع الوحي، وأنه "أى المصحف" أكثر من ثلاثة أضعاف القرآن الكريم.
حول هذا الموضوع كان لـ "العرب" هذا الحوار مع المستشار توفيق على وهبة رئيس المركز العربى للدراسات والبحوث، والذى عاد مؤخراً من ايران بعد أن شارك فى مؤتمر التقريب بين المذاهب فسألناه:
* ما هى حقيقة مصحف فاطمة؟
- الروايات التى ذكرت مصحف فاطمة لم تذكر أنه قرآن، وإنما وَهِمَ البعض ذلك، أو فهم من تلك الروايات على غير الحقيقة، فروّج لهذه الفرية التى لم يقصد منها إلا تشكيك المسلمين فى قرآنهم وهو مصدر الدين الأول ومن ثم هدم الاسلام نفسه.ويضيف المستشار توفيق: وهناك روايات مختلفة فى شأن هذا المصحف منها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحدث ابنته فاطمة عليها السلام ببعض الاحاديث وكانت ترويها للإمام على كرم الله وجهه، وكان يكتب بها ذلك على أطراف المصحف فسمّى بمصحف فاطمة.. والرواية الثانية أن السيدة فاطمة عليها السلام كانت تدوّن ملاحظات وتفسيرات على حواشى المصحف، ولذلك سمّى مصحف فاطمة ولعل هذه الرواية هى الأقرب الى الصحة.
* ما هو رأى أئمة آل البيت فى هذا المصحف؟
- سئل الامام جعفر الصادق عن الجفر ومصحف فاطمة، فقال: "هو والله مسك ماعز ومسك ضأن ينطبق أحدهما على الآخر" أى أنه جلد ماعز وجلد ضأن ينطبقان كالحقيبة لحفظ الأغراض والأشياء، وقال رضى الله عنه: "فيه سلاح رسول الله والكتب ومصحف فاطمة أما والله ما أزعم أنه قرآن". "إنه جلد ثور مدبوغ الجراب فيه كتب وعلم ويحتاج إليه الناس الى يوم القيامة من حلال وحرام، إملاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بخط على عليه السلام، وفيه مصحف فاطمة ما فيه آية من القرآن وإن عندى لخاتم رسول الله ودرعه وسيفه ولواؤه".
ويوضح المستشار توفيق وهبة: من مجموع هذه الروايات نتبين ان هذا المصحف ليس قرآنا، ولا يوجد بين علماء الشيعة الكبار من يرى أنه قرآن بل هى صحائف كتب فيها بعض الأقوال، فهى ليست قرآنا ولكن الالتباس جاء من تسميته مصحفا، وعلى كل حال لا وجود لهذا المصحف وكل ما هو موجود فهى الروايات.
* ما هو المصحف؟
- كلمة مصحف مأخوذة من الصحف والصفحات، فكل كتاب له أوراق وصفحات يسمّى مصحفا، وعلى هذا الأساس يطلق على القرآن الكريم "مصحف"، قال الفيروزابادي: المصحف – مثله الميم – من أصحف بالضم أى جعلت فيه الصحف، ويسمّى المصحف مصحفا لأنه من أصحف أى جعل جامعا للصحف المكتوبة بين الدفتين، وقال أبو هلال العسكرى فى الفروق اللغوية: الفرق بين الكتاب والمصحف أن الكتاب يكون ورقة واحدة ويكون جملة أوراق، والمصحف لا يكون إلا جماعة أوراق صفحت أى جمعت بعضها الى بعض. فالمصحف ليس اسما مختصا فى القرآن، ولكن لما أطلق عليه بعد جمعه أول مرة وصار الناس يجعلون الكلمة دالة على القرآن الكريم.
ويضيف المستشار توفيق: روى السيوطى فى الاتفاق فى علوم القرآن قال: "لما جمعوا القرآن فكتبوه فى الورق قال أبو بكر الصديق رضى الله عنه: التمسوا له اسما، فقال بعضهم: السفر، وقال بعضهم: المصحف، فإن الحبشة يسمونه مصحفا، وقال: وكان أبو بكر رضى الله عنه أول من جمع كتاب الله وسمّاه المصحف.
* ما رأى علماء الشيعة فى مصحف فاطمة؟
- أكّدت كل المراجع الشيعية المعتبرة، أن مصحف فاطمة ليس بقرآن مقابل القرآن الكريم الذى نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الاشتباه عند البعض جاء من تسميته مصحفا باعتبار أن هذا الاسم ينصرف الى القرآن الكريم لاختصاصه به.يقول الباقلانى فى كتابه الانصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به: يجب أن يعلم أن كلام الله تعالى مكتوب فى المصاحف على الحقيقة، كما قال تعالى: "إنه لقرآن كريم فى كتاب مكنون" وهو فى مصاحفنا مكتوب على الوجه الذى هومكتوب فى اللوح المحفوظ، كما قال تعالى: "بل هو قرآن مجيد فى لوح محفوظ" ولكن نحن نعلم وكل عاقل يعلم ان كلام الله الذى هو مكتوب فى اللوح المحفوظ هو القرآن الكريم المكتوب فى مصاحفنا، وكذلك القرآن محفوظ بالقلوب على الحقيقة كما قال تعالى: "بل هو آيات بينات فى صدور الذين أوتوا العلم".
ويؤكد المستشار توفيق أن القرآن محفوظ بحفظ الله له، فلا يجوز تحريفه ولا تغييره ولا زيادته ولا نقصانه، وأى قول خلاف ذلك فهو ردّ ولا صحة له. يقول المولى سبحانه وتعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".
* هل هناك مصحف محرّف لدى الشيعة أضافوا إليه سورتين؟- تروّج أقاويل بأن الشيعة لديهم مصحف به 116 سورة بينما المصحف الامام "العثماني" لدى باقى المسلمين به 114 سورة فقط.. وهذه ترّهات وأباطيل لا أساس لها من الصحة، فقد بحثت فى المصاحف المطبوعة فى ايران سواء فى مطابع القرآن الكريم الحكومية أو المطابع الخاصة أو ما يباع فى المكتبات، فلم أجد شيئا من ذلك، وتحاورت مع الكثيرين من العلماء والفقهاء فى الحوزات العلمية ومراكز البحوث والجامعات، وكان الإجماع منعقدا على عدم صحة مثل هذه الأباطيل، وأن المصحف فى إيران مثله مثل مصاحف العالم الاسلامى لايزيد ولا ينقص فهو المصحف الامام الذى يتداوله المسلمون فى العالم أجمع، وأنه هو كما هو محفوظ فى الصدور، وقرّاء مصر يقرأونه فى جميع أنحاء العالم فى شهر رمضان من كل عام، وقراءات الشيخ عبد الباسط والشيخ مصطفى اسماعيل التى قرأوها فى ايران تذاع دائما فى الاذاعة والتلفاز.
ويؤكد المستشار توفيق: قرآننا واحد وإلهنا واحد ونبينا واحد وأصولنا واحدة، وكل ما يقال خلاف ذلك فهو مردود.. ولكن يبدو أن كتابات بعض المتعصبين من متأخرى الشيعة ذكرت ذلك، ولكن لايلقى أحد إليها بالا، وقد رد عليهم علماء الشيعة وعلماء السنة وأبطلوا ادعاءاتهم ولم يؤثر عن أحد من أئمة اهل البيت رضوان الله عليهم أن قال بذلك وإنّ ما ينسب الى بعض اهل العلم من الشيعة مردود مدسوس لان الكل يعلم أن كتاب الله سبحانه وتعالى محفوظ لا يعتريه نقص ولا زيادة.وفى النهاية يؤكد المستشار توفيق على ضرورة تنقية مثل هذه الكتب واستبعاد ما يخالف الكتاب والسنة من جانب العلماء وأهل الفكر والسنة والشيعة.
ويشير المستشار توفيق الى أنه والدكتور أحمد عبد الرحيم السايح بدآ مشروعا لتنقية كتب التراث صدر منها أكثر من خمسين كتابا حتى الآن وجارى العمل فى عدد آخر ندعو الله ان يعيننا على انجازه.